إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

325 ـ زيد بن حارثة (.... ـ 8هـ) (.. ـ 629م)

زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب الكلبي. أمه سُعْدَى بنت ثعلبة بن عامر، من بني مَعْن من طيئ: صحابي جليل يعود نسبه إلى قبيلة كلب. أُسِر وهو فتى يافع، وبيع في سوق عكاظ؛ فاشتراه حكيم بن حِزم لعمته خديجة بنت خويلد. ولما تزوجها محمّد- صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة أهدته زيداً فأعتقه.

عرف أهل زيد بن حارثة بوجوده في مكة،  فجاءه أبوه لفدائه، وخاطب محمّداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشأن فدائه؛ فخيّره بين الالتحاق بأهله أو البقاء عنده، فآثر زيد ـ رضي الله عنه ـ البقاء عند محمّد، فتبناه، واصبح يعرف بزيد بن محمّد. حتى نزلت الآية الكريمة "ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ" الأحزاب: 5. فعرف بعدها بزيد بن حارثة.

كان زيد من أوائل من أسلموا وتربى في مدرسة النبوة وعبّ الإسلام من منبعه الأصيل. صحب زيد الرسول إلى الطائف عندما قصد أهلها يدعوهم لنصرته. وهاجر ـ رضي الله عنه ـ إلى المدينة، فآخى الرسول بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب، ثم زوّجه زينب بنت جحش ابنة عمته.

ذكر القرآن اسمه في الآية الكريمة "فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً" الأحزاب:37. والمقصود أن القرآن أمر النبيّ بتطليق زينب بنت جحش من زيد وتزويجها للنبي، حتى يبطل مفهوم التبني.

كان زيد بن حارثة من الرماة، شهد جميع الغزوات مع الرسول، واستخلفه صلى الله عليه وسلم على المدينة عندما خرج  إلى غزوة بني المصطلق، وأمّره كذلك على عدد من السرايا.

وعندما أراد الرسول غزو الروم في بلاد الشام وجمع جيشاً من ثلاثة آلاف مجاهد، عقد القيادة الأولى لزيد ـ رضي الله عنه ـ فاستشهد زيد في مؤته سنة 8هـ. وحزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديداً، وقال: اللّهم اغفر لزيد، اللّهم اغفر لزيد، اللّهم اغفر لزيد).